هروب الريح

موضوع: هروب الريح الأربعاء سبتمبر 22, 2010 11:13 am

" هروب الروح "
ما زالت رقعة التخبُّط تتسع في محيط أفكاره ، رفضَ أن يتناول عقار النسيان أسندَ رأسهُ بهدوء على وسادته المحفوفة بالآلام ، تذكّر أنه لم يرَ شعاع الشمس منذ ثلاث ليال فمرضه الشديد أبعده عن الحياة وقيده في غرفته القاتمة لا يجد حوله سوى الشبكة العنكبوتية ليختلس لحيظات من المرض ويضع فيها تعليقاً في " الفيسبوك " أو يشاهد مقطع فيديو ربما ينسى شدة الألم ..
حاول أن يخرج من خلوته إلا أن قدميه خانتاه فعاد إلى وسادته ، نظر حوله فإذا بالسكون الذي يحلم به دائماً لكنه كان أشبه بسكون الموتى ! ، رنَّ هاتفه المحمول ليقطع عليه اكتئابه ..
كان صديقه يسأل عن أخباره ، باغته بمطالبته بالحضور لزيارته فقد ملّ من الوحدة والصمت الذي يحيطه ، خفت صوت صديقه ثم رد بصوت أشبه بالهمس " والله مشغول معلش خليها يوم تاني ! " فأعاد الهاتف إلى مكانه وعاد ليكمل رحلته مع الكآبة ، عادت ذاكرته المتهتكة بإتفاقٍ مُسبق مع قلبه إلى التلويح بغياب طيفها فعلى الرغم من استمرار مرضه عدة أيام وتأكيدات نبضه بأنها أول من ستدق بابه تسانده أمام شبح المرض ، إلا أن تغيبها كان محيراً فكّر في الأمر كثيراً محاولاً إيجاد سببٍ واحد لهذا مقنعاً نفسه نهاية أن لكل إنسانٍ ظروفه ..
لكن قلبه صاح فيه مؤنباً إياه : هل تنسى روحكَ مهما كان السبب ؟! ، طال صمته وكأنَّ الحروفَ تجمَّدت في شرايينه وكساه الشرود وعاد شبح الحرمان يلوح في آفاقه مجدداً ،
صوتٌ قطعَ عليه خلوته إنه صوت والدته " رُد على التليفون ياابني " فأمسك بالسماعة وكانت المفاجأة إنها هي ، تلك الفتاة التي تخلّى عنها في أقسى لحظاتها وابتعد عنها رغم كل توسلاتها ! ..
إنها تسأل عنه وعن أحواله ونبرتها المبتسمة تكسو الحروف حاولت أن تُخرجه من شروده البائس ، سألته عن حبيبته فردّ بصمتٍ طويل فقطعت صمته بقولٍ زاده حيرة " أنا ممكن أكلمها لو دواك في حروفها " ، هاجمته العديد من التساؤلات ..ختمها قائلاً " كيفَ يكون .. ؟! "

لحظاتُ الوحدة دائماً ما يكسوها الحنين !

تحياتي لكم
شمس المنتدى

الموضوع الأصلي : هروب الريح المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

شمس ; توقيع العضو