ابن آدم و العصفور....

ابن آدم و العصفور

ابن آدم : أعيش عمري
عاجز في صمت الليل
أخطو
خطو متمرد
قبضت عليه أعين النجوم
و أسره وميض القمر
أعيش......
كما
العصفور ذو الجناح المكسور
مجروحا .... متألما ....
منتظرا ذاك
الفجر الجديد
مملوءا بالأمل و التفاؤل
رافعا أجمل الألحان
ناشدا
لشذى الروح
بصوته الفتان
فياليتني مثلك يا أيها العصفور
أعيش ما
بين الزهور
أتنقل ما بين الأشجار
مغردا و سابحا للأسجان

العصفور : أنا العصفور ذو الجناح المكسور
كفاك عويلا يا
ابن آدم
كفاك نواحا و صراخا
فما الجرح سوى في القلب
وما الآلام
سوى للروح
أعيش ممزقا و بأتعس الأحوال
قتل الهم عمري و أبقاني لدنياي
فآه
يا جراح العمر
مالك بي و مالي بك
أقفز و أغرد ....
أشدوا أجمل
الألحان ....
والقلب يئن لشدة الألم
تلك حياتي وذاك عمري
ومالي
بالشكوى أو العويل
فلي رب أعلى و أكبر
لي رب ....
أرحم و أكرم
ولا
أشكو إلا له
يا ابن آدم
هلي مما عندك من عقل
و هل لي مما لديك من
قلب
فكر و اشكر
هب عمرك لربك
واترك الحياة الدنيا لزوالها
و
انهض ....
فغدا لك
وغدا هو يوم جديد
فجر جديد
و عمر جديد
فانهض
....
وعش حياتك ملؤها الأمل
ملؤها السعادة و سحر الوجدان
ملؤها
....
ما لم يشعر به أي كان
واهجر دنيا الأحزان
وذكرياتك المرة
اكتم
الألم داخلك
وعش حياتك و دنياك
هذا مما عندي للحياة
أهب كلماتي
لك
أفضح ما خفي داخلي
و أعطيك ما علمني الزمان
علك تعيش عمرك
بعيدا عن الأحزان

ابن آدم : أنا الإنسان
مالي من أحزان الدنيا
فالقلب
مقبرة همومي
و الروح قبر جروحي
ويبقى الله هو الرحمن
و يبقى هو
باعث الأمان
فشكرا لك عصفوري الكريم
وشكرا للنصح الحكيم
بالله
أصادقك و أصدقك
و بالله أقسم
هذا آخر ما لدي من شكوى و أنين
و آخر
أحزاني قد دفن
في مقبرتي و قبري
فما لي من الدنيا من شئ
سلام على
الدنيا و الوطن
و تصبح جروحي و آلامي
على وطن و خير