يوم الجمعة ليس يوم راحة

جاء في كتاب السيوطي ''المزهر في علوم اللغة وأنواعها'' هذا البيت الشعري المنسوب لابن مالك الأودي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
وهذا البيت الشعري حكمة في ذاتها،فليس هناك حياة اجتماعية عندما تصبح الفوضى القاسم المشترك بين الناس، و ليس هناك طريق أو صراط يتبعه الناس لتلبية أغراضهم في الحياة.
وانعدام الطريق أو الصراط راجع لهيمنة فئة الجهلة على باقي أفراد المجتمع.
وهكذا يصبح الجاهل هو السيد، هو الحاكم، هو المسيطر، وهو صاحب الحل والربط أو العقد. واخترت مثلا لسيطرة الجهلة على الفكر الجزائري والإسلامي موضوع تغيير يومي العطلة الأسبوعية، وما جاء من ردود أفعال من هنا وهناك والتبريرات الوهمية التي قدمتها حكومة ترفض أن تسأل عن ما تفعل.
ولأن الموضوع كان مرتبطا ولو سطحيا بالدين الإسلامي، راجعت ما جاء في كتاب الله فيما يخص صلاة الجمعة. وجاء ذلك في السورة التي تحمل الاسم نفسه وعددها 62 في الترتيب. وجاءت الآيتان 9 و10 من السورة لتعطينا حكم الله في صلاة الجمعة ويوم الجمعة. وتنص على ما يلي: ''يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (9) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (10)''. وكل من يعرف أصول اللسان العربي المبين، يكتشف أن الدلالة على أن يوم الجمعة هو يوم عمل وليس يوم راحة هي ''ذروا البيع'' أو اتركوا البيع، أي العمل قبل القيام بالصلاة من جهة و''انتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله'' بعد قضاء الصلاة من جهة ثانية. هذا هو حكم الله في يوم الجمعة وهو يوم عمل وليس يوم راحة أو سبات. وبعد هذا، ما هو حكم الله في صلاة الجمعة؟ الجواب موجود أيضا في الآية التاسعة وهي مشروطة بالنداء للصلاة، حيث إن ''إذا'' هي أداة شرط، يعني أن القيام لصلاة الجمعة مشروط بالنداء لها وليس بالأذان لها دون تحديد من يقوم بالنداء والفعل مبني على المجهول. وإن لم يناد للصلاة، فلا قيام لها.
ولم تحدد الآية ميقات الصلاة، كما تقام في وقتنا، حيث إن صلاة الجمعة أصبحت صلاة الظهر.
وكل ما زيد أو حذف من كتاب الله هو تحريف له، وكما هو معروف بعدة آيات قرآنية صريحة فإن تحريف كلمات الله من مواضعها هو اختصاص اليهود.
ولهذا، فإن القيام بصلاة الجمعة يتم عندما ينادى لها وليس بالظهر، لأن الله لم يحدد ميقاتها وترك الحرية التامة وغير المقيدة للمصلين، عندما يسمعون النداء للصلاة. وهنا وجب عليهم الحد من العمل والإسراع في ذكر الله.
وفي حال عدم وجود نداء للصلاة، فليس هناك وجوب للقيام بها، عكس الصلوات الأخرى المذكورة في عدة آيات قرآنية صريحة ومحكمة التي حددت مواقيتها بدقة في هذه الآيات. وعندما يجهل من وصفوا أنفسهم بعلماء الدين الإسلامي ما جاء في هاتين الآيتين، الخاص بيوم الجمعة وصلاتها ويسمع صوتهم، أعرف أن البلاد محكومة بقوم من الجهلة الذين لبسوا ثياب العلم ظنا منهم أنهم يقبرون نور العلم الساطع الذي كشف جهلهم في هذا الموضوع بالذات ومواضيع أخرى تطرقت لها من قبل، ومواضيع سأتطرق لها في المستقبل لأرفع الستار عن الجهلة الذين يحتجبون وراء الإسلام المودون وكتاب الله، والذي أعطانا أحكامه الخاصة بيوم الجمعة وصلاتها.

الموضوع الأصلي : نقاش الساعة  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

شكراااااااااااا اليك اخوي رشيد

و ربنا يعطيك الف عاااااااااااافيه

الموضوع الأصلي : نقاش الساعة  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية