(وهب كليته لابيه و ضحى بحياته لانقاذ الجرحى)



برواية احد اصدقائه


حياته

:

من بين جنبات خانيونس ولد في يوم 12/5/1976 الطفل الهادئ إيهاب عمر المدهون لأسرة متوسطة الحال ليعيش و يتربى في حي الأمل و يدرس المرحلة الأساسية من تعليمه في مدارسها حيث كان مثالا للطالب المجتهد و في بداية تسعينيات القرن الماضي تنتقل الأسرة للعيش في حى الدرج في مدينة غزة و ليكمل شهيدنا فيها دراسته الثانوية التى حقق فيها نجاحا باهرا ليصر بعد ذلك على ان يدرس الطب للتخصص الذي طالما تمناه شهيدنا الحنون و فعلا في العام 1994 يتوجه الشهيد إيهاب الى روسيا لدراسة الطب و في أثناء دراسته في روسيا تزوج بفتاة روسية مسلمة الأصل و التى أنجب منها 4 أطفال (خالد ، نور ، سجود ، أمل) و في أثناء وجوده في روسيا مرض والده بالفشل الكلوي و كان يحتاج لأحد ليتبرع له بكلية وهنا تظهر شهامة و تضحية هذا الرجل حيث نزل على الفور من روسيا الى الأردن ليتبرع لوالده بكليته و يبقى بكلية واحدة و يعود إلى روسيا ليكمل دراسته حتى عاد حاملا لشهادة الطب عام 2002 ليعيش الواقع المرير في غزة.

عمله كطبيب:
عمل شهيدنا في مواقع عديدة و كان يشهد له بالكفاءة و المهنية في كل مكان عمل فيه و من أهم الأماكن التى عمل فيها:
عمل في مستشفى الوفاء للتأهيل من 2004 حتى 2006.
عمل مديرا للخدمات الطبية العسكرية من 2006 حتى 2008 و كان من مؤسسي الخدمات الطبية العسكرية التابعة للقوة التنفيذية.
عمل مديرا في وزارة الصحة من 2008 و حتى تاريخ استشهاده.

التزامه :
كان الشهيد أبو خالد ملتزما بمسجد التوبة قبل أن يذهب إلى روسيا و كان من الشباب النشيطين و عندما ذهب لروسيا ظل هناك ملتزما بدينه و أخلاقه عكس كثير من الشباب الآخرين و كذلك حصن نفسه فتزوج من فتاة روسية مسلمة ملتزمة دينيا و عندما عاد إلى غزة رجع للمسجد الذي تربى فيه (مسجد التوبة) و كان من النشيطين في المسجد كذلك في الحركة الإسلامية حيث كان نشيطا في الكتلة الإسلامية الطبية في منطقة الدرج.

أخلاقه و تواضعه:
يعتبر الشهيد إيهاب مثالا يحتذي به في الأخلاق و التواضع فقد كان على عكس الكثير ممن هم في مثل مركزه متواضعا و خلوقا و خجولا و هذا الكلام ليس عبثا و إنما بشهادة كل من خالطه و بتجربتي شخصيا معه حيث كنت أظنه متكبرا بعض الشئ و لكن عندما خالطته و تعاملت معه لم أجد شخصا أكثر منه تواضعا و خجلا و طيبة.

موعده مع الشهادة:
في مساء يوم 30/12/2008 انطلق الشهيد مع زملائه لإحضار مصاب من منطقة جبل الريس و هناك ضربتهم طائرة الاستطلاع صاروخين مع أنهم كانوا يلبسون ملابس المسعفين و كان الإسعاف قريب منهم و أنواره تظهر انه إسعاف و لكن العدو لا يفرق بين فلسطيني و آخر فاستشهد زميل له على الفور و أصيب آخر و بقى هو ينزف و نقل بعد ذلك إلى مستشفى كمال عدوان حيث أجريت له عدة عمليات ثم نقل في اليوم الثاني إلي مستشفي الشفاء حيث أن الإمكانيات أفضل هناك و لكن لم يلبث يدخل غرفة العناية المركزة في مستشفى الشفاء حتى فاضت الروح إلى بارئها يوم 31/12/2008 الساعة12:30 ظهرا.

رحم الله شهيدنا البطل واسكنه فسيح جناته
..................................
انا كنت قد حضرت لقاء لزوجته بعد استشهاده على قناة القدس والاقصى
بالرغم من انها روسية الاصل لكن لديها انتماء لدينها ولفلسطين اكثر من كتير ناس باعوا الئضية في هالامة
وكانت مصممة على ان تبقى مع ابنائها ولاتسافر عند اهلها مع انها غريبة في بلادنا
لكن عائلة زوجها طيبون وتقول انهم هم اهلي هنا لذلك لن اغادر فلسطين
ويوم استشهاده كان ذاهب للاسعاف اربع مصابين فاسعف ثلاثة
وبقى واحد لم يعثروا عليه عندما عاد لبيته اخبر زوجته فلم تستطيع ان تتخيل ان هناك من يحتاج المساعدة
لايجد من يساعده فطلبت منه الذهبا فورا لانقاذه رغم انها تعرف ان المنطقة خطرة جدا
وعندما وصل للمكان قصفت سيارة الاسعاف
........
وبالطبع هو ابن لعائلة عريقة فهي أكبر عائلات عسقلان