خطف الأضواء في دورة أنغولا
''الخضر''.. منتخب المواعيد الكبرى والرهانات الصّعب


مثلما سبق لـ''الخبر'' وأن تطرّقت إلى مفارقات غريبة عن المنتخب الوطني لكرة القدّم، واستدلّت بالأرقام وتاريخ مباريات ''الخضر'' التي جعلت منه منتخب المواعيد الكروية الكبرى، وأضحى، بما لا يدع مجالا للشك، بأن تصنيفه في خانة المرشّح الأول، يزيد من حجم الضغط على لاعبيه، ويفقدهم تركيزهم.
والملفت للانتباه، أن الجيل الجديد من لاعبي المنتخب الوطني قدّموا أفضل الدروس في الاحترافية والواقعية، قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا أو خلالها، فظهر واضحا أن اللاّعبين الجزائريين المحترفين في أفضل النوادي الأوروبية، اكتسبوا نضجا كبيرا وأضحوا أكثر تحكّما في أعصابهم، سواء مع استفزازات المنافسين، مثلما حدث في مباراة منتخب رواندا بالبليدة، خلال التصفيات المزدوجة لكأسي أمم إفريقيا والعالم، أو حين تعلّق الأمر بالصمود والعودة في النتيجة، على غرار إجبار المصريين على الاحتكام للمباراة الفاصلة، ثم انتزاع تأشيرة التأهّل إلى المونديال.
درس مالاوي وتحدّي مالي
تجسّد بوضوح أن المنتخب الوطني لا تخدمه صفة ''المرشّح الأول''، إنما يكون أفضل بكثير حين يدرك اللاّعبون حجم الرهان الموجود أمامهم، فإن ما حدث أمام منتخب مالاوي، خلال المباراة الأولى للمجموعة الأولى، يجسّد هذا الطرح. وبغض النظر عن متاعب لاعبي المنتخب الوطني في تلك المباراة التي تعتبر الوحيدة المبرمجة في دورة أنغولا على الساعة الثانية و45 دقيقة، من الارتفاع غير المسبوق لدرجة الحرارة ونسبة الرّطوبة، فإن الخسارة بثلاثية نظيفة أمام منتخب غير مصنّف حتى ضمن أحسن الـ100 منتخب على المستوى العالمي، يعني بالضرورة بأن المباريات السهلة نظريا هي الفخ الذي يقع فيه لاعبو المنتخب الوطني.
وبعد ''الدرس'' المالاوي، حان الموعد والرهان الصعب حتى يؤكّد رفقاء صانع ألعاب المنتخب الوطني كريم زياني، بأن ما حدث أمام مالاوي هو كبوة جواد، ورغم قساوة الانتقادات، إلاّ أن ذلك لم يثن من عزيمة تشكيلة رابح سعدان، التي فاجأت الجميع بتفوّقها على نجوم منتخب مالي، وأعادت الأمل من جديد في إمكانية بلوغ الدور الثاني، وعزّزت ذلك، بفضل تعادلها الثالث أمام منتخب البلد المنظم أنغولا من دون أهداف.
مباراة كوت ديفوار.. المثال الحي
ولا يختلف اثنان أن أكثر المتفائلين لم يكن يرشّح المنتخب الوطني حتى للصمود تسعين دقيقة أمام نجوم منتخب كوت ديفوار، قياسا بمكانة هذا المنتخب الإفريقي وسمعة لاعبيه الدولية. وحين تعلّق الأمر بالتألق والبروز وتحضير اللاّعبين معنويا حتى يوظّفوا مهاراتهم فوق الميدان ويقدّمون العرض الذي يليق بسمعتهم ومركزهم كأحد المنتخبات الستة التي ستمثّل إفريقيا في نهائيات كأس العالم، جاء أداء لاعبي المنتخب الوطني راقيا وعلى طريقة الكبار، بل إن الطريقة التي انتزع بها رفاق مجيد بوفرة تأشيرة نصف النهائي، التي لم يبلغها المنتخب الوطني منذ 1990، دليل واضح على أن الجزائر كسبت جيلا متميزا من اللاّعبين، ومنتخبا قويا.

المصدر : الخبر

الموضوع الأصلي : ''الخضر''.. منتخب المواعيد الكبرى والرهانات الصّعب  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية