بسم الله والصلاة و السلام على رسول الله و على اله وصحبه ومن والاه اما بعد:
ما الفرق بين كلام الله القران و كلمة الله عيسى بن مريم
كلام الله القران:
هو كلام الله ,المتعبد بتلاوته , المنزل على محمد -- , المنقول الينا بالتواتر , المعجز
(مباحث فى علوم القران للشيخ مناع القطان رحمه الله)
بداية هناك شىء فى اللغة العربية اسمه الالفاظ المشتركة وهى الالفاظ الواحدة التى تدل على معان مختلفة ليس بينهما أى
قدر من الاشتراك لا فى الذهن ولا فى الخارج الا التشابه فى اللفظ , كلفظ (عين) تدل على عين الانسان و على الذهب و
على عين الماء و على الجاسوس(1)
يقول صاحب كتاب لمعة الاعتقاد تحت عنوان (فصل فى كلام الله تعالى ):
(ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه )انتهى. يقول الشارح -العلامة بن عثيمين رحمه
الله – {الكلام صفة من صفات الله ثابتة له بالكتاب و السنة واجماع السلف (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) النساء
164 و(مِنْهُمْ
مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ) البقرة253 وقال سبحانه( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ)الشورى51} و يقول الشارح ايضا-الشيخ بن عثيمين رحمه الله-( وكلام الله تعالى قديم ,حادث الاحاد ومعنى
قديم النوع :أن الله لم يزل متكلما , ليس الكلام حادثا منه بعد أن لم يكن
ومعنى حادث الاحاد :أن احاد كلامه -أى كلام معين مخصوص-حادث لأنه متعلق بالمشيئة , متى شاء تكلم بما شاء كيف
شاء )(2)
اى(لم يكن معدوما ثم وجد , فالانسان يكون عاجزا عن الكلام ثم يتكلم
,فهو-الانسان-لم يكن متكلما ,لان كلامه حادث مخلوق بعد أن لم يكن ) (3)
وكلام الله تعالى صفة من صفاته وان كلام الله تعالى ليس ككلام البشر فكما اثبت ان لله ذات وللانسان ذات وذات الانسان
ليست كذات الله فاثبت ان لله كلام ليس ككلام البشر ف(الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات يحتذى فيه حذوه ,
ويتبع فيه مثاله )(4), وكما ان لله حياة ليست كحياة البشر (فالكلام فى بعض الصفات مثل الكلام فى البعض الاخر ) (4)
فالاضافة لله نوعان:
ّ* اضافة اعيان : مثل بيت الله و ناقة الله و كلمة الله (عيسى عليه السلام) فهى أعيان قائمة بذاتها و هذه الاضافة للتشريف
* اضافة معنى: وهى اضافة صفة لموصوف مثل علم الله ,قدرة الله , عزة الله,كلام الله لاتقوم بذاتها
فالصفة لابد لها من موصوف (فالصفات انما تقوم بذات الرب-عز وجل-ولا تقوم منفردة ولامستقلة , فالانفصال بين الصفة
و الموصوف أو بين الذات و الصفات انما هو انفصال فى الذهن فقط وليس فى الخارج , فليس هناك سمع مستقل , ولا
بصر مستقل ليكون هناك تعدد بل الانفصال فىالذهن , اما فى الخارج وفى الحقيقة فلا ,فالله -عز و جل- واحد لا شريك له
,لم يزل بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ) (5)
كلمة الله (عيسى بن مريم):
يقول شيخ الاسلام بن تيمية -قدس الله روحه و نور ضريحه- (والذى يبين الفرق بين قولنا أنالقران كلام الله و قولنا الحمد
لله رب العالمين كلمة الله وقولنا المسيح كلمة الله أن القران صفةمن الصفات لا يقوم بنفسه ,ليس هو عينا قائما بنفسه ولا
جسم فينتقل بنفسه من مكان الى مكان والمسيح مثل غيره من البشر عينا من الاعيان و جسم الاجسام ينتقل من مكان الى
مكان و يقومبنفسه و تقوم به الصفات و الاعراض كالكلام و الحياة و القدرة و كلام الله الذى هو صفة قائم بهكما يقوم به
علمه وقدرته و سمعه وبصره و سائر صفاته وكلامه لايباين-لا يفصل- ذاته و لاينتقل الى غيره , اذ كلام المخلوق لا يفارق
ذاته و ينتقل الى غيره )(6)
ويقول بن كثير رحمه الله (قال{ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ
رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَـٰهَا إِلَىٰ مَرْيَمَوَرُوحٌ مِّنْهُ
} أي: إنما هو
عبد من عباد الله، وخلق من خلقه، قال له: كن، فكان، ورسول منرسله، وكلمته ألقاها إلى مريم، أي: خلقه بالكلمة التي
أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم،فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل، فكان عيسى بإذنه عز وجل، وكانت تلك
النفخة التي نفخهافي جيب درعها، فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب والأم، والجميع مخلوق لله عز وجل،ولهذا
قيل لعيسى: إنه كلمة الله وروح منه، لأنه لم يكن له أب تولد منه، وإنما هو ناشىء عنالكلمة التي قال له بها كن فكان،
والروح التي أرسل بها جبريل)(7)
يقول شيخ الاسلام :( فلا ريب أن المصدر يعبر به عن المفعول به في لغة العرب، كقولهم: هذا درهم ضربا الأمير، ومنه قوله: (هذا خلق
الله)، ومنه تسمية المأمور به أمراً، والمقدور قدرة، والمرحوم به رحمة
والمخلوق بالكلمة كلمة، لكن هذا اللفظ إنما يستعمل مع ما يقترن به
مما
يبين المراد، كقوله: { يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى
ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربينفبين أن
الكلمة هو المسيح.)(8)
اما عن المرحوم به رحمة فقول الرسول ( تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين
والمتجبرين ، وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم
بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما
النار : فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله عز وجل من
خلقه أحدا ، وأما الجنة : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم: 4850
خلاصة الدرجة: [صحيح]
سمى الجنة رحمة ونسبها اليه
ومثل المقدور بالقدرة كما انك تقف و تنظر الى السماء و تقول للذى معك انظر لقدرة الله فالسماء ليست قدرة الله و لكن اثر
من اثر قدرة الله وكذا عيسى خلق بكلمة الله و سمى بكلمة الله
*********انتهى*********
——————————————————————————-
(1) الرسالة المدنية لشيخ الاسلام بن تيمية شرح الشيخ ياسر برهامى حفظه الله ص22
(2) لمعة الاعتقاد شرح الشيخ بن عثيمين ص36
(3)المنة شرح اعتقاد اهل السنة للشيخ ياسر برهامى حفظه الله ص 256
(4) الرسالة المدنية ص20
(5)المنة شرح اعتقاد اهل السنة ص34
(6) عيسى كلمة الله والقران كلام الله لشيخ الاسلام بن تيمية ص 40
(7)تفسير بن كثير لاية النساء 171
(8) مجموع الفتاوى/المجلد العشرون/فصل في رد ابن عقيل على من تكلف وجعل المجاز حقيقة

الموضوع الأصلي : كلام الله تعالى و كلمة الله (عيسى بن مريم)  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

جميل ما تطرحه من مواضيع مميز يا غالي

الموضوع الأصلي : كلام الله تعالى و كلمة الله (عيسى بن مريم)  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية