تفسير نوادر الاحلام

نوادر الأحلام

أربع خاءات
روي أن المستنجد رأى في منامه في حياة
والده المقتفي كأن ملكاً نزل من السماء فكتب في كفه أربع خاءات فلما استيقظ
أحضر معبراً فقص عليه ما رأى فقال تلي الخلافة في سنة خمس وخمسين وخمسمائة
مضى منها خمسة أشهر وخمسة أيام.

الكنز
روي أن
ثلاثة نفر خرجوا إلى السفر فنام أحدهم فرأى شيئاً خرج من أنفه مثل المصباح
فدخل غاراً فرأى به ما رأى ثم رجع إلى أنفه فاستيقظ يمسح وجهه فقال: رأيت
في هذا الغار كنزاً فدخلوه فوجدوا بقية كنز كان فيه فأخذوها.

الأصابع الخمس
قال
الشيخ يوسف الكربوني - رحمه الله تعالى -: كان بثغر الاسكندرية نائب وله
خمسة أولاد ملتحون وهو ممتحن بهم حتى لا يعدل عنده شيء في الدنيا حبهم فنام
ليلة فرأى كأن أصابعه الخمس قطعت فحصل عنده وجل عظيم فاستيقظ مرعوباً وخلف
على أولاده قال الشيخ: فأرسل خلفي وقص رؤياه عليَّ فعلمت ما في نفسه وقلت
له: ليس الأمر كما تخيلت وإنما احتاج منك على هذه الرؤيا جائزة فقال: نعم.
فقلت له: الأصابع الخمس هي الصلوات الخمس فإنك لست بمواظب عليها. فقال:
صدقت. فقلت استغفر اللَه وتب إليه ولازم صلواتك.

يؤدب في الدنيا والآخرة
كان
هناك ملك من الملوك وكان له أولاد وكان لهم فقيه من أهل الخير يعلمهم
القرآن ويؤدبهم فمات فخرج أولاده يوماً إلى التربة بسبب الزيارة فجلسوا عند
قبره فتحدثوا بشيء من أمور الدنيا واجتاز بهم بائع تين فاشتروا منه وأكلوا
وجعلوا يرمون قشور التين عند القبر ثم رجعوا منزلهم فرأى والدهم تلك
الليلة في المنام الفقيه فقال له: قل لأولادك يقطعوا زيارتي فإنهم آذوني
بقشر التين وتحدثوا عند قبري بكلام يشبه الكفر فلما أصبح سأل أولاده هل
زرتم الفقيه وأكلتم عنده تيناً ورميتم القشور عند قبره وتحدثتم بشيء من
الدنيا? قالوا: نعم. ما كان معنا أحد فمن أخبرك بهذا فقال الشيخ وقص عليهم
الرؤيا فتباكوا جميعاً وقالوا: سبحان الله ما زال يؤدبنا ويعلمنا في الدنيا
والآخرة.

عرس
روي أن امرأة بمكة قرأت القرآن
ثم نامت فرأت كأن وصائف بأيديهن وعليهن معصفرات فقالت: سبحان الله لم هؤلاء
حول الكعبة فقيل لها: أما علمت أن الليلة عرس عبدالعزيز أبي داودن
فاستيقظت فسمعت غاغة فإذا بعبد العزيز قد مات.

قد ظهر على صيغته
كان
بمدينة ملك يسمى يوسف وكان في لحيته ثلاث شعرات بيض وكان له نائب يسمى
يوسف أيضاً بجهة من الجهات فأخبر أن النائب قد شاب في لحيته ثلاث شعرات بيض
كالملك فنام الملك تلك الليلة فرأى النائب المذكور قد حضر وجلس بمرتبة
الملك والملك واقف بين يديه فانتبه مرعوباً ولم يقص رؤياه على أحد واستدعى
بالنائب المذكور ليأمر بقتله فلما تمثل بين يديه وأراد أن يأمر الجلاد
بقتله استدعى بجليس له ذوق ومعرفة ويدعى علم التعبير فعرفه عما رآه وعما
قصده في النائب المذكور في تلك الساعة فقال له: حفظ مولانا الملك من
الأسواء وحاشاه من قتل نفس من غير جريمة وتعبير ما رآه الملك قد ظهر على
صغيته قال: كيف ذلك? فقال: أما ما رآه الملك من جلوس النائب المذكور على
مرتبته الشريفة فهو جلوس الملك بعينه لأنه سميه ومشابه في المشيب وأما وقوف
الملك بين يديه فهو وقوف النائب في هذه الحالة التي هو بها وقد خرجت
الرؤيا.

لؤلؤتين
روي أن امرأة جاءت إلى ابن
سيرين فقالت: رأيت في حجرتي لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي
إعطاء إحدى اللؤلؤتين فأعطيتها الصغرى قال: إن صدقت رؤياك فإنك تعلمت
سورتين إحداهما أطول من الأخرى وعلمت أختك القصيرة قالت: صدقت.

خطبة في المنام
جاء
رجل إلى ابن سيرين فقال: إني خطبت امرأة في المنام سوداء قصيرة فقال له
اذهب فتزوجها فإن سوادها مالها وقصرها عمرها وترثها سريعاً فكان كما قال.

نباش قبور
جاء
رجل إلى ابن سيرين فقال: رأى رجل أنه يدق بيضاً من رؤوسها فيأخذ بياضها
ويترك صفارها فقال ابن سيرين: قل للرجل يأتيني لأعبرها له قال: أبلغه عنك
ذلك، قال: لا. ثم كرر عوده إليه مراراً وهو يقول كذلك في آخر الأمر قال:
أنا الذي رأيته فاستحلفه واستوثق منه فأمر أحد أصحابه أن يأتيه بأحد من دار
الشرطة ليحمله إليه ويعرفه بأنه نباش الموتى وسارق أكفانهم. فقال أشهدك
أني تبت إلى اللَه ولا أعود لذلك.

لص
روي بعض
الثقاة أن الشيخ سعد الدين الضرير نزيل حلب جاءه رجل فقال: رأيت كأني خائض
في نار إلى فوق قدمي فقال: ادن مني لأعبرها لك فلما دنا منه أشار إلى بعض
الناس أن يقوم ويمسكه فلما أمسكه تكاثرت عليه الناس فقالوا: ما شأن ذلك وما
فعل فقال: رأى رؤيا ظهر أنه لص يسرق الأمتعة من الجوامع والمساجد فاذهبوا
به إلى الوالي فكل من سرق له نعل فليطلبه منه. قال الراوي عمن سمع أنه أقر
بنعال كثيرة.

ثمانين سنة
روى ابن شاهين قال:
جاء رجل إلى الشيخ سعد الدين الضرير وقال له: رأيت في المنام كأني أقرأ
سورة فقال له: هل ختمتها? قال: لا. قال: علمت أين وقفت? قال لا. قال: تعيش
ثمانين سنة ولو ختمت لعشت مائة. قال الراوي وكان ذلك في عام ثمان وعشرين
وثمانمائة ثم رأيت ذلك الرجل بمنزلة الحساء مع الركب الشامي في عام أربعين
وثمانمائة فسلمت عليه وقلت له هذا تمام الثمانين قال: لا أنا في عشر
السبعين وكنت سألته حين أخبرني بهذه الرؤيا كم رأيت الرؤيا قال نحو عشرين
سنة.

مكاشفة
حدث ابن شاهين قال: أخبرني رجل
أيضاً أن الشيخ محمد بن الشيخ عيسى الرخاوي المشهور بجبل بني عليم من بلاد
حلب رأى في المنام كأن ابراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - أعطاه
أربعين جملاً فجاء إلى الشيخ شهاب الدين أحمد بن المحسن المغربي وكان يومئذ
بقرية من زاوية الباب نازلاً بها وقص عليه الرؤيا فقال له: مكاشفة تعيش من
يومئذ أربعين سنة. قال الراوي: فأقام إلى تمام الأربعين.

تعبير
قال
بعض المعبرين كنت خائفاً مترقباً حصول أمر مهول فلما كان بعض الليالي رأيت
كأني خرجت من مركب إلى البر وبيدي طير وأنا جار وخائف خوفاً شديداً
فاستيقظت فعبرت الخروج من المركب إلى البر خروجي من ذلك الهم والطير قوة
ونصرة والجري بلوغ مراد والخوف أمن فكان الأمر كذلك وحصل في الجمعة ما
عبرته وزال ما كنت فيه.

تأويل كاذب
قال بعض
المعبرين رأيت كأن رجلاً قائماً وعينه مربوطة بخرقة زرقاء فسألت منه عن
والدي فأخبرني بأنه قد مات وأتى بي إلى قبر فعانقت ذلك القبر وصرت أبكي
بكاء بصراخ ثم استيقظت وأعلمت صاحباً لي فقال: قدم والدي سالماً فعرفني ذلك
الصاحب الذي عبره أن تعبيره ظهر وقد تعجب من ذلك ثم سافرت وغبت مدة فلما
عدت مررت بتربة لنا وإذا على بابها امرأة قائمة وعينها مربوطة بخرقة زرقاء
فاستفهمت منها عن الأحوال لكونها قيمة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لك طول
العمر والدك قد مات فجئت إلى القبر فعانقته وبكيت بصراخ مثل ما رأيت من
غير زيادة وما خرجت الرؤيا كما عبرها لي ذلك الصاحب إذ ليس له في ذلك يد.

تحولات التين
روي
أن رجلاً أتى معبراً فقال: رأيت كأني آكل تيناً فيقال: تأكل بعدد كل تينة
عصا فكان كذلك ثم رأى بعد مدة كذلك فأتى إليه وقص ذلك عليه ثانياً فقال له:
يطلع فيك بعدد كل تينة دمل فكان كذلك. ثم مضى فرأى بعد مدة كذلك ثالثاً
فلما وصل إلى باب منزله وجد كيساً فيه مبلغ فأخذه ثم قص عليه ما رآه مما
تقدم فقال له: تجد بعدد كل تينة أكلتها ديناراً فقال وجدت ذلك وكان ذلك
الكيس وقع من المعبر فلم يبد بشيء من ذلك فقال له الرائي: سبحان اللَه
تأويل الرؤيا بيدك ومهما قلته ظهر، قال: أما أكلك التين أول مرة فكانت
الشجرة عارية عن ورقها، وهي عصا فأولتها بذلك، وفي المرة الثانية أكلته عند
نبته في فروعه وكان يشبه الدماميل وفي المرة الثالثة أكلته عند استوائه
وخيره فكان كالدنانير والكيس الذي وجدته كان صفته كذا وكذا وهو لي وقد
وهبته لك.

فأر بين الحريم
روي أن بعض الملوك
رأى في منامه كأن بين يديه ماعوناً وفيه طعام وفأر بجانب الماعون يدلي ذنبه
في الطعام ويلتفت يمصه مراراً فاستيقظ متعجباً وكان قد رأى قبل أن يتسلطن
كأنه في خيمة نصفها في البر ونصفها في البحر فاستدعى بمعبر وقص عليه الرؤيا
الثانية فقال له: عدني بشيء فوعده فقال له: إن صدقت رؤياك تكون سلطاناً
ويعطيك أهل البر والبحر فكان كذلك ونسي المعبر ما وعده به فلما رأى المنام
المذكور أولاً تذكر ذلك المعبر فأرسل خلفه وقال: نسيت ما وعدتك به ولكن عبر
لي هذه الرؤيا ولك عندي ما تريد فقص عليه فقال له المعبر: لأحضرن بين يديك
الفأر بعينه وأريك الطعام، وأدخلني الحريم فأدخله الحريم فجمع جميع
الجواري وجعل يكشف عوراتهن واحدة واحدة حتى انتهى إلى أسود بينهن متلبس بزي
النساء فأخذ بيده وأخرجه للسلطان وقال: هذا هو الفأر بعينه وهذه ذنبه
وأشار إلى ذكره وأما الطعام فهو معروف وكذلك الماعون ففي الحال أمر السلطان
بقتله وأنعم على ذلك المعبر بشيء جزيل.تحياتى واتمنا انو يعجبكم تفسير نوادر الاحلام 12491