عجّل ما دام الباب مفتوحاً

عجّل ما دام الباب مفتوحاً

التقوى: هو العمل بالمأمور وتركـ المحظور..
التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية..
التقوى: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل..
التقوى: تركـ الذنوب كبيرها وصغيرها..
التقوى: أن يكون الله نصب عينيك. ولن تحصل على التقوى إلا بأمور؛ هي:
أولاً: مراقبة الله في السر والعلن.
ثانياً: قصر الأمل في هذه الدنيا.
ثالثاً: غلبة العقل على الهوى والشهوة.
إن ربك غفور رحيم، أرحم من الوالدة بولدها، وصفحُه عظيم.. يقبلُ العاصي.. ويتوبُ على من تابَ، ويستر الفضائح.. قسم الرحمة مائة قسم فجعل قسماً في الأرض.. يتراحم به الناس وترفع الدابة حافرها عن ولدها وتحن الأم على رضيعها، وأبقى عنده تسعةً وتسعين قسماً.. ليومٍ عصيب. وكلنا عبيد عند ربنا وسيدنا.. والعبد إن أمرَه سيدُه امتثل، والله يقول: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً”، ويقول: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. وهو الذي ينزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا. فيقول سبحانه: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟
عجّل ما دام الباب مفتوحاً إذن أخي.. فعجل... نعم.. عجل ما دام في الإمكان... قبل حلول ساعة لا تستطيع فيها التوبة إلى ربك.. قبل أن يكون حالك كمن إذا جاءه الموت تمنّى العودة إلى الدنيا..
لماذا؟ لماذا تريد العودة؟ ألِدُورٍ تعمرها؟ أم لأولاد تطعمهم؟ أم لمال تتّجر فيه؟ أم لجاه تفخر به؟ لا... لا والله “لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ. ثم يعقّب سبحانه قائلاً: “كَلاّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”.
فلنَبكِ على خطايانا بدموع التوبة.. لعلّ الله جل وعز أن يغسل بدموعنا ذنوبنا، وأن يقبلنا في عداد التائبين، وأن يسجلنا في سجل الصالحين؛ فنكون من أهل الصلاح والسعادة، وأهل الحسنى وزيادة.

الموضوع الأصلي : عجّل ما دام الباب مفتوحاً المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

ياسين ; توقيع العضو