من لا يعرف ديار الشمس

نقول لمن لا يعرف حي ديار الشمس بالعاصمة، ونذكر من تجاهل هذا الحي والأحياء المشابهة له في مختلف مدننا، أنه حسب شهادات من عايشوا الفترة الاستعمارية، يعود لمشروع قسنطينة الذي حاول ديغول أن يشتري به صوت الجزائريين وجعلهم يتراجعون عن فكرة الاستقلال ويتخلون عن جبهة وجيش التحرير الوطنيين. وطبعا يجب التذكير أيضا أننا نتحدث عن جبهة التحرير التاريخية وليس حزب جبهة التحرير الحالي والحاكم منذ 26.
ولو كانت جبهة التحرير التاريخية في الحكم لما قبلت أن يسكن الجزائريون، خاصة في المدنية التي ولدت فيها الجبهة، غرفا أراد ديغول أن يكرس بها صفة ''لي بونيول'' و''لي راتون'' على أبناء الجزائر. تمنينا لو أقدمت السلطات الجزائرية في الثمانينيات، على الأقل، على تدمير هذه الأحياء التي لم تكن سوى استمرارية للاستعمار، لو نال ديغول ما كان يصبو إليه. والأموال التي صرفت في بناء مقام الشهيد المحاذي لديار الشمس تكفي في اعتقادنا لإعادة إسكان أبناء هذا الحي.
لكن، مثلما استمرت سلطاتنا بعد الاستقلال في سجن أبناء الجزائر في سركاجي ولامباز والبروافية... وهي سجون استعمارية، استمرت كذلك في إسكانهم في الأحياء الاستعمارية وكرست نفس الطبقية باستيلاء المسؤولين والقريبين منهم على الفيلات والسكنات الراقية في ديدوش مراد وشارع البشير الإبراهيمي وبارادو والأحياء المشابهة لها في وهران وقسنطينة وعنابة... في حين استقر عامة الناس في ديار الشمس ومناخ فرنسا وما يشبههما في وهران وقسنطينة وعنابة...
وإن كنا لا نتمنى أن يعيد التاريخ نفسه، فإننا نخشى أن تكون الإجراءات الاجتماعية التي حملها بيان مجلس الوزراء، أول أمس، متأخرة، مع ما تحمله من مؤشرات على أنها ليست حلولا حقيقية للمشاكل التي يعبر عنها المحتجون في كل جهات الوطن طيلة الأشهر الأخيرة.
بيان مجلس الوزراء فضل الإعلان عن المبلغ الإجمالي المخصص لرفع الأجور في قانون المالية القادم، وهو مبلغ كبير. لكن المختصين قسموا هذا المبلغ على عدد العمال المعنيين وعدد الوعود التي قدمتها الحكومة منذ فترة لتحسين القدرة الشرائية، ووجدوا أن كل مواطن سيستفيد على أقصى تقدير من ثلاثة آلاف دينار إضافية في راتبه.
وبالنسبة للسكن، حمل بيان مجلس الوزراء تحفيزات كبيرة بلغة الأرقام، لكنه لم يقل ماذا ستفعل الحكومة حتى تسهل وصول أبسط المواطنين إلى صندوق التوفير والاحتياط والسكن التساهمي وعدل. لأن الوقت الحالي يقول إن الدخول إلى مكاتب ''لاكناب'' أو ''عدل'' أو ''لو بي جي إي'' أصعب بكثير من الدخول إلى مقر كتابة الدولة الأمريكية المفتوح للزوار من أي جنسية كانوا وفي أي وقت يقصدونه.
Iouanoughenem@yahoo.fr



المصدر :م. إيوانوغان
2009-10-21

الموضوع الأصلي : مجرد رأي  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

شكرااااااااااا اليكـ اخوي رشيد

افدنا دووما بمثل هده الاخبار

الموضوع الأصلي : مجرد رأي  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

مشكوووووور على الإفادة

الموضوع الأصلي : مجرد رأي  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية