تعد المقصد الوحيد لنساء القرى النائية في رمضان المدرسة القرآنية بمسجد حي 20 أوت بالرقيبة نموذج يستحق التشجيع بالوادي
رغم قصر عمرها إلا أن المدرسة القرآنية بمسجد حي 20 أوت
بالرقيبة بولاية الوادي استطاعت في مدة ثلاث سنوات فقط من أن تجلب إليها
عددا من حفّاظ كتاب الله مقدرين بنحو 300 طالب أغلبهم من الفتيات والعجائز
وربّات البيوت، وهي تستعد هذه الأيام للاحتفال بتكريم 05 حفّاظ لكتاب الله
من بينهم 04 فتيات أعمارهن من 15 و12 سنة يدرسن في السنة الرابعة متوسط
وأولى ثانوي وهو التكريم الثاني بعد تكريم السنة الماضية كشف الإمام حسن باهي مسؤول هذه
المدرسة القرآنية وهو متطوع في حديثه لـ”الفجر” أنه فتح هذه المدرسة في سنة
2006 والتي كانت بالنسبة له تحديا في حد ذاته لعدة اعتبارات لعل أهمها
انعدام الدعم المادي و حالة المقر المهترئة ”إلا أننا - يضيف مسؤول
المدرسة- وضعنا نصب أعيننا عبء تحمل المسؤولية وتدريس النشء الجديد كتاب
الله وحفظه فأعاننا الله ثم بعض المحسنين، حيث تم فتح المدرسة التابعة
لمسجد حي 20 أوت، وبدأ التوافد يزداد من وقت لآخر خصوصا في فصل الصيف إذ
وصل إلى أكثر من 300 طالب.
وفي حصيلة قامت بها المدرسة السنة الماضية
سجلت تكريم 04 فتيات حفظت كتاب الله كاملا وآخر هذا الشهر ستكرم 05 من حفظة
كتاب الله، 04 منهم فتيات لا تتجاوز أعمارهن 16 سنة مع تسجيل أزيد من 10
طلاب حفظوا أكثر من نصف القرآن والعشرات ممن حفظوا من 10 إلى 20 حزب.
وعن
سؤال حول الإقبال الكبير للعنصر النسوي خصوصا الفتيات، أكد ذات المسؤول
بالقول ”إن إقبال الفتيات نابع من تقاليد المنطقة، حيث مازلنا نسجل عزوف
عنصر الشباب مقارنة بالفتيات. إلا أن هذا الانشغال سنقضي عليه شيئا فشيئا
بإذن الله عن طريق التقرب من هذه الفئة المشغولة”.
أما عن المشاكل،
فأوضح ”أن أهمها هو اهتراء المقر نتيجة التشققات الكبيرة وفي الأيام
الماطرة نتوقف كلية عن التدريس بسبب عدم صلاحية المقر بعد تسرب المياه
إليه. ولهذا أناشد الميسورين والخيرين في هذا الوطن لمد يد المساعدة
لمواصلة هذا العمل القرآني الذي يجب أن نجتهد فيه لكي نلاقي ربنا سالمين
غانمين بإذن الله”. وأشار إلى أن طاقة الاستيعاب أصبحت محدودة حيث يدرس
حوالي 250 فتاة وربة بيت في مساحة 35م2، فضلا عن أن حوالي 50 طالبا يدرسون
بالمسجد، هذا إضافة إلى مشكل التأطير إذ ينعدم التأطير بهذه المدرسة
القرآنية حيث إن معلمة واحدة متطوعة ومعها مساعدات مكلفات بتأطير حوالي 250
فتاة وربات بيوت وهذا بثلاث ساعات أمسية كل يوم على مدار السنة.
واختتم
حسن باهي، مسؤول المدرسة القرآنية بمسجد حي 20 أوت، حديثه لـ”الفجر”، بأن
هذا المشروع هو مشروع حياة وأنه أصبح يتنفس نجاح هذه المدرسة القرآنية بهذا
الحي وذلك بالاحتفال سنويا بتكريم الحافظين الحافظات وهذا طلبا للأجر
والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ،مؤكدا أنه ما كان مستحيلا أصبح سهلا ممكنا
بإذن الله.
السبت فبراير 04, 2023 8:26 pm
الجنس : 
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع العضو : 13355
العمر : 35
الشغل/الترفيه : طالب جامعي
المزاج : الحمد لله
الدولة : الجزائر 
نقاط : 15465
السٌّمعَة : 65
