رصد الجزائرية| صرخات| الصرخة الثالثة (03): جزائر الحواجز الأمنية.

كوني جزائريا ذو أصول صحراوية و درست في ولاية بومرداس، و أنهيت دراستي بولاية الجزائر و قمت بالتربص التطبيقي في البليدة، و أول مشروع قمت به كان في بسكرة، و أول دورة أطرتها كانت في المدية، و أصبحت مشترياتي من ولايات سطيف و البرج و بجاية، و نزهاتي الصيفية بين جيجل و عنابة و وهران، و الشتوية بين تيزي وزو و تيبازة و القالة، وبحكم كل هذا أمكنني التنقل بين مختلف ولايات الوطن، و لغاية كتابة هاته الأسطر لا تزال عندي حرية التنقل بين مختلف الولايات، و ترقيم السيارة برقم 35 لم يكن عائقا يوما أمامي بالعكس فكل ولاية أزورها عملا أو نزهة ألاقي بها أيما ترحيب و أكسب من الأصدقاء ما أشاء، ببساطة لأنه مكتوب في بطاقة تعريفي أني جزائري، و الجزائري هو من ينتمي إلى دولة الجزائر و الجزائر حسب الدستور مقسمة إلى 48 ولاية أي أنه لي الحق في كل ولاية و كل بلدية. هذا هو الظاهر لكن الواقع عكس ذلك بكثير.

فلتكن من إحدى الولايات السابقة و سترى، مع العلم أن الواقع هو 47 ولاية بالإضافة إلى الدولة الثانية ألا و هي العاصمة، و هنا يكمن العجب، و تتهاطل عليك الأسئلة.
بادئا ذي بدأ تكون الإنطلاقة عند باب مستشفى مصطفى باشا الجامعي، حين يتقدم إلى مصالحها مواطن بثياب بالية متعب من قطع مئات الكيلومترات و هو قادم من أدرار، ويريد إدخال زوجته للمستشفى ليس للاستجمام و إنما لتصارع المرض العضال لأن الأختصاص لا يوجد في الجنوب، ليفاجأ ليس بالأطباء حاشاهم و إنما بالقائمين يواجهونه بعبارة واش جابكم لعندنا خلاو عليكم السبيطارات عمرتونا الدزاير وين ندورو نشوفوكم .........

و أنا أتتبع أنسى أني في جزائر العزة و الكرامة، و أضن أننا في دولتين متجاورتين الأولى رمز 16 ، أين يحق لك أكل البنان ب 65 دينار و الذهاب على الأقدام لأن محيطك به 5 مستشفيات، في حين أن الدولة الثانية ستأكل البنان ب 165 دينار و لا توجد مستشفى إلا على بعد عشرات أو مئات الكيلومترات.

و لكن هذا الأمر قطرة من بحر فكيف تفسر خروجك من العاصمة في 4 دقائق و دخولك إليها في 4 ساعات، أعلم أنني أتلقى الآن الكثير من الشتائم، أتعلمون بعضها.
- يا الرخيس شكون قالك 4 ساعات أنا ضربت واحد النهار 9 سوايع.
- ماراكش جايب الخبر خوي 4 ساعات من الأخضرية إلى بودواو و مازال باراج الرغاية.
- ياو أنا واحد النهار حضرت لواحد مات على خاطر غلقو الطريق و باراوها بالتويوتا باش يفوت ديغول من المطار للعاصمة، يخي كلب قتلنا في الثورة و ما زال يقتل فينا...
عفوا على العبارة الأخيرة و للتصحيح ساركوزي و ليس ديغول لان المتحدث كان شيخا طاعنا في السن حبستلو la pension نتاع المجاهدين في الجلفة و قالولو لازم تفريها بالمعارف في ليزالجي.

إن المتتبع لا يفهم طبيعة الحواجز الأمنية و ما فائدتها إذا كان الإرهاب كلما خطط لتفجيرات يستطيع فعل ذلك و الأدلة حية أمامكم، و تاجر المخدرات كلما أراد إحضار كيلوغرامات من الزطلة من كاب جنات حتى العاصمة له ذلك بأسهل الطرق حتى ناهبو الرمال فتكفي بضع ورقات طورو في يد مكتوبها و الشاحنة لا تحكمها لا أنت و لا الرادار و لا الفنك.

في حين أن المواطن الشريف يتبهدل و يتمرمد باش يدخل للعاصمة، ليس حبا فيها بل مجبرا لأن الجزائر فيها سر كبيييييييير و سأعلمكم ما السر؟:
البلد الوحيد الذي يطبق النقيضين فنحن بلد رأسمالي بعقلية إشتراكية و ميولات إسلامية قد لا يفهم البعض ذلك لكني سأوضح:

نفس الأشخاص الذين سيرو البلاد في عهد الإشتراكية هم من يرأسوننا في عهد الرأسمالية و الحمد لله أننا لم نصبح في التسعينات دولة إسلامية و إلا لكان أحد المخمورين و عاشقي سهرات المجون من مسؤولينا وزيرا للشريعة و أحوال المسلمين.
أو لكانت مراسلات الشؤون الدينية للأئمة المساجد تكون على سفرات المشروبات الروحية.

من يسمع أن الجزائر بلد رأسمالي ديمقراطي يضن أن: وزارة السياحة ستكون في القالة أو تمنراست ببساطة لأن أمراء الخليج يسيحون في الصحراء، و وزارة التعليم العالي في قسنطينة لما لجامعة قسنطينة من صيت، و الأدهى و الأمر أن وزارة الطاقة و المناجم تتواجد في قلب العاصمة في حين أن مصدر الطاقة الحقيقي يتواجد في الصحراء و مع العلم أنه على كل المسؤولين التوجه أسبوعيا إلى الصحراء لأن المستثمر الأجنبي لا يهمه فندق السفير أو الشيراطون بل يهمه مصدر أمواله إذ يتوجه مباشرة إلى الآبار و إن أراد استفسارا فله كامل أسطول الخطوط الجوية الجزائر فبقرار سيادي تنزع الطائرة نزعا من 150 مسافرا متوجها إلى الجنوب الشرقي من أجل مسؤولين و بعثة متوجهين إلى الجنوب الغربي.

و هنا يتساءل المواطن الشريف لما كل شيء في العاصمة، لماذا كل بلد به عاصمة سياسية و عاصمة تجارية و عاصمة دينية و عاصمة ثقافية إلا الجزائر فالعاصمة عاصمة و جامعة كل شيء، حتى السجون التي نشم رائحة أبوابها كلما أشعلنا جهاز الكمبيوتر، و نسمع قعقعة مفاتيح سجانيها كلما ضربت على لوحة المفاتيح، إداراتها و أجهزتها توجد في العاصمة، فيسهل لأي عدو خارجي احتلال الجزائر فتكفي قنبلة العاصمة في 3 ساعات لتجد نفسك بدون مستشفيات ولا وزارات و لا حتى مجالسا إنتقالية، لأنه حتى المعارضة المشبوهة تتواجد كلها في العاصمة، حتى ما يعرف بأخطرها لا يتواجد في منطقة القبائل بل في العاصمة مع أنه الآن بنسبة 90 بالمئة في فرنسا؟

و هنا يكمن العجب البطالون يبحثون عن فرنسا و العاملون عن فرنسا و المسؤولون عن فرنسا، و حتى يا إلاهي حتى المجاهدون يتمتعون في فرنسا و أولادهم في فرنسا حتى رخصتهم لشراء السيارات 99 % موجهة للسيارات الفرنسية أو الخارجة من الأراضي الفرنسية، و الغريب في الأمر أن المسؤولين و بحياتهم المركبة بين فرنسا و الجزائر يستغربون دوما هروب الشباب إلى فرنسا، أضن أننا بحاجة إلى 7625 داعية و عالم إسلامي للقيام بأكبر عملية رقية شرعية و ذلك لنزع السحور الذي وضعته فرنسا على الأراضي الجزائر عند رحيلها 1962.

كل هذا يحدث في بلدي وكل هذا يحدث أمام مرأى الجميع و الكل صامت، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم أيها المواطن الجزائري قبل أن تحكم على أخيك، إعلم منه سبب قدومه إلى العاصمة لأنه و الله لو لم تكن معظم الوزارات في العاصمة لهرب العاصميون إلى خارج العاصمة، و هنا لا أقصد الوزارة كمبنى بل كأجهزة و فروع و مسؤولين.

لماذا لا نبني ببساطة جزائرنا الحبيبة كما نريد، لماذا تجبرنا أياد خارجية على البقاء مكتوفي الأيدي ليحدد الأجنبي ما يريد بعدها يبقى الفتات لما نريد،
إلى متى تتربع السفارة الفرنسية على أكبر مجمع في الجزائر في حين أنه قد يكون أحسن مكان لإقامة مستشفى للمجانين ضحايا العاصمة.

لماذا أجهزة السكانير والتجهيزات الطبية المبرمجه كل سنة لإحدى الولايات، تضاف إلى إحدى مستشفيات العاصمة مع العلم أن أي مريض يسأل سؤالا واحدا قبل معرفة مرضه هو هل عندك معريفة؟.


و كالعادة أشهد الله و أشهدكم أن كل ما قلته نابع من المواطنين أنفسهم و ما أنا إلا كاتب عمومي إن صح التعبير، و من الأدب إيصال انشغالات الآخرين،
و نرجو من القراء توجيه تعليقاتهم و بأدب إلى الشعب الجزائري و ليس لي،
عن الحقوقي نوي سليم ..

الموضوع الأصلي : جزائر الحواجز الامنية  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية