الإعلام المصري: فشل في الكذب واحتراف للغباء

مقال قرته فنقلته
يظهر لي أن اللغة بسعتهعا وعظمتها تقف حائرة في تخيرها لما ابتدعته من مفردات بليغة لوصف النظام


المصري الذي ما فتئ يثبت قدراته الهائلة في التدليل على غبائه الاستثنائي وطمس تاريخ بلده وذبحها تحت قدمي الحاكم و"تكريه" شعوب الأرض فيها، إذ لا يجد عاقل من البشر بصرف النظر عن عرقه أو دينه تفسيراً لبناء النظام المصري جداراً عميقاً أسفل الأرض من الفولاذ لمنع الفلسطينيين من أهل غزة من تحصيل قوت يومهم بعدما أغلق في وجوههم معبر الصلة الوحيد بينهم وبين العالم "معبر رفح" وبعدما أحكم العدو الصهيوني الحصار على قطاع غزة، خاصة وأن هذا السلوك الموغل في الحقد والمتجرد مما تواطأ عليه كل البشر من حس إنساني لا يخدم مصر نظاماً وشعباً ووطناً في شيء، وعلى العكس من ذلك يكرّس عزلتها على المستوى الشعبي عربياً وإسلامياً وإنسانياً، ويهمش بواقي أثرها ونفوذها في المنطقة (هذا إن كان لها بواقي) ويكشف عن الدركات السفلى التي انحط لها هذا النظام في خسة ودناءة تجاه الفلسطينيين وكل من يختلف معه في سياساته من العرب والمسلمين، وفي ذل وانكسار أمام "اسرائيل" وأمريكا!

إنها طرفة تجعل النظام المصري محلاً للسخرية المذهولة من افتقاد هذا النظام لكتلة كافية من العقل تؤهله للتعاطي بحكمة وروية مع كل الحقائق والأوراق على الأرض (كالمقاومة مثلاً) وتعينه على تعزيز صورته على نحو إيجابي ونافذ في المنطقة وفي ضمائر العرب والمسلمين، إذ أنه يمعن في عناد محيّر في سياسات لا يمكن إلا أن تكون ضارة جداً بهذا النظام بل وبمصر كوطن وشعب أيضاً.

إنها طرفة إذن: نظام يصر على تشويه صورته والإساءة لبلده، لكن الأشد طرافة من ذلك يتمثل في إعلام النظام الذي يفترض به أن يسوق لنظامه وسياساته، لكنه على العكس من ذلك يتشرب حتى ما بعد الإشباع من أخلاق النظام فيظهر على نحو أكثر غلاً وشوفينية وهستيرية وحسد!

(طرائف من قلب أم الدنيا)

من طرائف دفاع الإعلام المصري عن قيام نظامه بتجويع أهل غزة وتشديد الحصار عليهم ما كتبه (طارق حسن) رئيس تحرير الأهرام المسائي قائلاً: (خالد مشعل يهدد مصر؟! وبماذا؟! بحرب؟! قال مشعل ل'فضائية القدس' التابعة لفصيله إن بناء مصر لجدار على حدودها بمثابة حرب جديدة على المقاومة وعلى غزة.
مشعل يهدد مصر بالحرب ويصرح بها من دمشق بعد أن عاد إليها منذ أيام قليلة من حضرة خامنئي في طهران.
مشعل بفصيلة أصغر من أن يهدد، أو يقترب الرسالة المصرية يجب أن تتجه رأسا وفورا الى من يدعمونه ويحركونه في سورية وإيران، من يلعب بالنار معنا نحرق أصابعه هو قبل أن يبدأ في إشعال النار، مشعل بفصيلة لن يكون كالمتمردين الحوثيين اليمنيين يعتدي على حدودنا مثلما يعتدون على الحدود السعودية).

نحن ومع هذه الفقرة الصغيرة وزميلاتها مما كتبه بعض الكتاب المصريين إزاء مجموعة من الملاحظات:
- أن مصر لا تعاني ولن تعاني من شح الكفاءات التهريجية، وأن لعادل إمام منافسين شرسين في استحقاق (زعامة التهريج) حتى في السياسة والإعلام.

- كما أن نماذج الغباء من قبيل: (اللمبي) و (كتكوت) و(غبي منه فيه) تتمتع بوفرة مطمئنة إلى درجة أن مهمة رئاسة تحرير المطبوعات الحكومية الكبرى في مصر تسند إلى من يفهم الكلام من اليسار إلى اليمين، ولعلها فرصة كي ننصح (طارق حسن) أن يتجه صوب السينما ويستولي على شخصية اللمبي ويسرقها من (محمد سعد) فهو أجدر بها.

- أن مصر غنية بأصحاب الطفرات الجينية، وأنها ليست مضطرة لمنافسة هوليود في صناعة أفلام عن البشر المتحولين، وهي بذلك تثبت عظمتها واقعاً وحقيقة وليس فقط سينمائياً، فإذا كان عادل إمام (هلفوتاً) في فيلم الهلفوت، وزعيماً في مسرحية الزعيم فإنه كذلك هلفوت في شخصه وزعيماً للتهريج المصري، لكن (طارق حسن) الذي لم يتجه بعد للسينما يكشف عن فعالية الصفات المتناقضة في جيناته فهو (زعيم: رئيس تحرير)، وهلفوت في آن واحد، إذ عجز عن فهم جملة الأخ (خالد مشعل) وعجز عن إقناع القارئ بفهمه (الكتكوتي: نسبة إلى كتكوت في الفيلم إياه)، (لاحظوا أن كتكوت الغبي من جندته المخابرات المصرية لملاحقة عصابة إرهابية وإفشال مخططها الإجرامي) يعني أن (الغبي في مصر زعيم)، وهذا ما يثبته زعيم الأهرام المسائي، لا شك أن الإجابة على هذا الإبداع الفني العلمي السياسي الإعلامي هو هذه الجملة الفذة الرهيبة التي تقطع قول كل خطيب: (دي مصر ياعم، أمال إنت فاكر إيه).

- ملاحظة: مشعل يقول بحسب ما نقل (طارق حسن): أن بناء مصر لجدار على الحدود مع غزة بمثابة إعلان حرب على غزة والمقاومة، فكيف فهم منها (طارق حسن) أن مشعل يهدد مصر بالحرب؟ وأمام هذا الإبداع في فهم الكلام الواضح الصريح بالمقلوب فإننا نقترح على لجنة جائزة نوبل افتتاح فرع جديد للجائزة بحيث تمنح لأفضل الدراسات في تفكيك الانفراد المصري في الجمع بين (الهلفتة والزعامة) واستكشاف صحاري عقول (الزعماء المصريين)، ولعله من المناسب أن تمنح أول جائزة لمن يستطيع أن يشرح لنا كيف فهم (طارق حسن) جملة خالد مشعل بالمقلوب.

- طبعاً كي تكون زعيماً مصرياً عن جدارة واستحقاق فعليك أن ترتوي بالغرور جامعاً إياه بالاستكانة والذل والهوان، في جمع جيني فريد وجديد بين المتناقضات، فإذا تعلق الأمر بالفلسطينيين والعرب فعليك كزعيم مصري استخدام عبارات نارية من هذا القبيل: (من يلعب بالنار معنا نحرق أصابعه هو قبل أن يبدأ في إشعال النار) وهي جملة مقتبسة من مقالة (طارق حسن)، لكن الأمر إذا تعلق بالعدو الصهيوني أو أمريكا فإن مصر لا تملك إلا لعق الأصابع لا تقبيلها وحسب، وفي أحسن أحوال تبريرات الإعلام المصري لهذا الشذوذ في لعق الأصابع: (دي الواقعية السياسية، والي تعرفوا مصر محدش بيعرفو، والعرب عمرهم ما هيلحؤوا مصر ويأدروا يفكروا زيها)، ونحن نؤكد هذا، ولا نعتقد أن أحداً لا من العرب ولا من غيرهم يفكر في أن يلحق بمصر!

- ومما يميز (طارق حسن) أنه مصري أصيل إلى درجة أن الحساسية الوطنية لديه عالية حتى أنه لم يوجد بعد جهاز قادر على بلوغ مستوى ارتفاع الحساسية الوطنية لديه، ولذا نقترح على (طارق حسن) أن يسجل براءة اختراع باسمه لجهاز قياس الحساسية الوطنية وأن يسميه (مقياس طارق حسن للحساسية الوطنية المصرية) على أساس أن حساسيته الوطنية كسرت كل الأرقام القياسية، فهو لا يقبل أن تتدخل حماس في الشؤون المصرية، ولكن من حق مصر أن تبني جدراً كما يحلو لها، فهذا شأنها.
طبعاً ولكي تكون وطنياً مصرياً حساساً فعليك أن ترفض تدخل الآخرين في شؤونك بينما تتدخل كمصري وطني حساس بوقاحة في شؤون الآخرين من فلسطينيين وعرب، على أساس أنه: (دي مصر يا عم)، كما ولأنك: (إنت مصري ارفع راسك) فعليك أن ترى بكل حساسية وطنية رفض الآخرين تجويعك لهم تدخلاً في شؤونك، فمن حق مصر إغلاق معبر رفح، وهدم الأنفاق على المستضعفين فيها، وإعاقة الكثير من حملات التضامن الدولية مع غزة، ومن ثم غرس جدار فولاذي لحرمان الفلسطينيين من (إبرة الكيلو) التي تبقيهم على قيد الحياة وتوفر لهم الحد الأدنى من وسائل الدفاع عن النفس في وجه العدو الصهيوني، بينما لا يحق لحماس استنكار ذلك كله، فتجويع الفلسطينيين وإضعافهم في وجه العدوان الصهيوني شأن سيادي مصر.

- (طارق حسن) شبه حماس بالحوثيين في اليمن واقتحامهم للحدود السعودية على الرغم من كون حماس تقاتل وتعادي "اسرائيل" لا مصر، ولم تؤذ مصر يوماً ولم تطلق عليها رصاصة، وعلى خلاف ذلك فإن مصر من تعادي حماس وتضيق عليها وتحاصرها وتشجع على ضربها وتعتقل أبناءها وتعذبهم وتقتلهم في سجونها وتغلق الحدود عليهم، ولو أن مصر تبقي حدودها مفتوحة مع القطاع لما احتاج أحد إلى حفر الأنفاق مضطراً، لكن لا تثريب على (طارق حسن) فإذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب.

(اللؤم والحسد: أخلاق عتيقة)

- يثبت التاريخ والقرآن أن مصر ليست فرعونية خالصة إذ بقي فيها بعض من بني اسرائيل ممن لم يلحقوا يموسى عليه السلام، وهؤلاء الذبن بقوا أورثهم الله تعالى ملك فرعون: (فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)، ويظهر أن (طارق حسن) وبعض زملائه مثل (حسن الرشيدي) من أحفاد بني اسرائيل لا من أحفاد الفراعنة ولا العرب المسلمين الفاتحين، (حسن الرشيدي) كتب في المسائية المصرية: (مصر ترفض الحصار المفروض على الأشقاء الفلسطينيين في غزة وتقدم كل الدعم لهم ولكن عناصر حماس أساءت استغلال الأنفاق على الحدود، ليس لتهريب السلع أو المواد الغذائية وإنما لتهريب الأسلحة والمتفجرات التي تستخدم ضد مصر وترويع الآمنين)، فإذا كان (حسن رشيدي) كذاباً فاشلاً إذ يستحيل عليه أن يثبت أن مصر التي تغلق وتعتقل وتعذب وتقتل وتهدم الانفاق وتبني الجدار ترفض الحصار وتساعد الفلسطينيين، فإنه مستسلم بوداعة لفايروسات اللؤم والحسد، إذ يسوؤه جداً أن تهرب حماس السلاح عبر أنفاق رفح، و ينبغي حرمانها من كل رصاصة حتى تنكسر في أية مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني، فالمصري الأصيل (بحسب ما يقدم لنا في الإعلام المصري) يكره أن يرى عربياً صامداً أومنتصراً، ذلك أن الانكسار شعار السياسة المصرية الرسمية منذ كامب ديفد، ومن مقتضيات الحسد واللؤم أن تكره حد المرض أن ترى من هو خير منك!

(فتش عن هزيمة حماس وانتصار "اسرائيل")

- وهذا ما يؤكده (عبد الله كمال) رئيس تحرير روز اليوسف: (لم يقف أحد مع السودان حين تعرض لغارة غامضة دمرت عشرات من الشاحنات وقتلت المئات من المتورطين في عمليات تهريب هائلة للسلاح والصواريخ في بداية العام الحالي، ولن تسمح مصر بأن يتكرر مثل هذا النوع من عمليات التهريب على أرضها ومنها وإليها).
- إذن فتش عن السلاح، وابحث عن هزيمة حماس.
- الغريب أن المصري الوطني يتحدث عن سيادته وخطوطه الحمر وحرق الأصابع إذا تعلق الأمر بالفلسطينيين، لكن هاكم (عبد الله كمال) يرتعد خوفاً من أن تقصف "إسرائيل" داخل مصر كما فعلت مع السودان، ولا تجد مصر من يقف معها كما لم تجد السودان، فمصر خائفة وترتجف وتخشى ألا يقف معها أحد في حال قصفت "اسرائيل" حدودها من الداخل، لكن عينها حمراء ووطنية وحساسة وسيادية (أوي أوي) إذا هرب الفلسطيني كيس طحين أو رصاصة كي يتجنب ما استطاع الجوع والخوف، ويبقى واقفاً ويموت بكرامة.

(لا كرم ولا جبر، ولكن وقح وسافل!)

- أما (كرم جبر) رئيس مجلس إدارة روز اليوسف فيتحدث عن وقاحة الفلسطينيين قائلاً: (تحرير فلسطين لن يتحقق باختراق الفلسطينيين للحدود المصرية أو بالتهريب عبر الأنفاق ولن يتحقق بالسفالة والوقاحة والهجوم الضاري على مصر لأنها تصون حدودها وتحميها من الاعتداء، حدود مصر خط أحمر).
- هذه صفة جديدة في (الزعيم الهلفوت) أن يكون وقحاً وسافلاً إلى درجة أن يجوع الناس ويعتدي عليهم ثم يصف الجوعى والمستضعفين بالسفلة والوقحين! وأن يعطي الفلسطينيين دروساً في تحرير فلسطين بينما هو من باعها في كامب ديفد ثم يحاصر اليوم أهلها ليموتوا جوعى أو يركعوا منكسرين في وجه العدو بحرمانهم من السلاح المهرب عبر الأنفاق.

(مفارقات مصرية)

ثمة مفارقات كثيرة في شخصية الزعيم المصري (الهلفوت)، ومن أطرفها أن أسماءهم لا دلالة البتة لها عليهم: (طارق حسن)، (حسن الرشيدي)، (عبد الله كمال)، (كرم جبر)!

الموضوع الأصلي : الإعلام المصري: فشل في الكذب واحتراف للغباء  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية

سبحان الله عسقلان اطالت الصمت و عدم التعليق

حتى انفجرت مدوية

شكرا اليك كتير كتير

ارتويت منهم

الموضوع الأصلي : الإعلام المصري: فشل في الكذب واحتراف للغباء  المصدر : منتدى تكنولوجيا العين الذهبية